وفائدة البدل رفع اللبس فإنّك إذا قلت : ضربت زيداً مثلاً يحتمل أنّك ضربت رأسه أو غير رأسه ، وإذا ذكرت رأسه رفعت اللبس ، وتحقيقه أن يذكر اسم أوّلاً ثمّ يذكر اسم آخر ويجعل الأوّل في حكم الساقط ليحصل البيان الّذي لا يحصل بدون ذلك ، ويجب أن يكون في بدل البعض والاشتمال ضمير يرجع إلى المبدل منه ليرتبطا معاً كما عرفت في المثال.

قال : وتبدل النكرة من المعرفة وعلى العكس ويشترط في النكرة المبدلة من المعرفة أن تكون موصوفة.

أقول : يجوز أن يبدل النكرة من المعرفة والمعرفة من النكرة فالبدل والمبدل منه إذاً يكونان على أربعة أقسام لأنّهما إمّا أن يكونا معرفتين نحو : رأيت زيداً أخاك أو نكرتين نحو : رأيت رجلاً أخاً لك أو يكون البدل معرفة والمبدل منه نكرة نحو : رأيت رجلاً أخاك أو على العكس نحو قوله تعالى : «بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ» (١) ويشترط في هذا القسم أعني في النكرة المبدلة من المعرفة أن تكون موصوفة مثل ناصية فإنّها وصِفَت بكاذبة وذلك لأنّ الأصل في الكلام هو البدل فلو كان نكرة غير موصوفة والمبدل منه معرفة لكان للفرع مزيّة على الأصل. ويبدل أيضاً الظاهر من الضمير وعلى العكس فيحصل بحسب ذلك أربعة أقسام اُخر وأنا أذكر أمثلة بدل الكلّ من الكلّ كما في أقسام المعرفة والنكرة فعليك باستخراج أمثلة سائر الأبدال فالظاهر من الظاهر قد عرفت والضمير من الضمير نحو : زيد ضربته إيّاه ، والظاهر من الضمير نحو : زيد ضربته أخاك ، وعكسه نحو : ضربت زيداً إيّاه.

____________________________

(١) العلق : ١٦.

۵۶۷۴۴۱