بالإضافة إلى المعرفة لأنّها لا تختصّ بسببها فإنّك تقول : جاءني رجل غير زيد ، ولم يعلم أن من هو غير زيد أيّ رجل من الرجال والدليل على أنّ هذه الأسماء لا تصير معرفة بالإضافة إلى المعرفة أنّها تقع صفة للنكرة مَعَ وجود هذه الإضافة فإنّك تقول : مررت برجل غيرك ومثلك وشبهك.

قال : وقد يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه كما في قوله تعالى : «وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ» (١).

أقول : يجوز أن يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه أي يعرب بإعرابه إذا دلّ عليه قرينة كما في الآية فإنّ قوله تعالى : «وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ» يدلّ على أنّ المضاف محذوف والتقدير وَاسْئل أهلَ القرية لأنّ السؤال من القرية غير معقول وأمّا إذا لم يدلّ عليه قرينة فلا يجوز حذفه فلا يقال : رأيت هنداً ، إذا كان المراد غلام هند.

قال : والتوابع كلّ اسم ثان معرب بإعراب سابقه من جهة واحدة وهي خمسة : التأكيد نحو : جاءني زيدٌ نفسه ، والرّجلان كلاهما ، والقوم كلّهم أجمعون ، ولا يؤكّد بها النكرات.

أقول : لمّا فرغ من مباحث المعرب شرع في توابعه وهي خمسة أقسام :

الأوّل التأكيد وهو على ضربين : لفظيّ ومعنويّ.

واللفظيّ تكرير اللفظ الأوّل به أو بمرادفه ويجري ذلك في الاسم نحو : جاءني زيد زيد ، وفي الفعل نحو : ضَرَبَ ضَرَبَ زيد ، وفي الحرف نحو : إنّ إنّ زيداً قائم ، وفي الجملة نحو : قامَ زيدٌ قام زيدٌ ، وفي الضمير نحو : ما

____________________________

(١) يوسف : ٨٢.

۵۶۷۴۴۱