فضّة ، وثوبُ قطنٍ أي ثوب من قطن وقد تكون بمعنى «في» وذلك إذا كان المضاف إليه ظرف المضاف نحو : ضرب اليوم أي ضرب في اليوم ، وكقوله تعالى : «بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» (١) أي مكر في الليل والنهار ، ولم يتعرّض لها لقلّتها.

قال : ولفظيّة وهي إضافة اسم الفاعل إلى معموله نحو : ضارب زيد ، أو الصفة المشبّهة إلى فاعلها ، كقولك : حَسَن الوجه.

أقول : يعنى بالمعمول المفعول الّذي لو لم يكن مجروراً بالإضافة لكان منصوباً على المفعوليّة وذلك إنّما يكون إذا كان اسم الفاعل عاملاً بأن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال نحو : زيد ضارب عمرو الآن أو غداً ، فإنّ عمراً هاهنا لو لم يكن مجروراً بالإضافة لكان منصوباً على المفعوليّة ، وأمّا إذا لم يكن عاملاً بأن كان بمعنى الماضي نحو : زيد ضارب عمرو أمْس فلا يكون الإضافة حينئذٍ لفظيّة بل معنويّة لأنّ اسم الفاعل لا يعمل النصب إذا كان بمعنى الماضي كما سيجيء ، ومن الإضافة اللفظيّة اضافة اسم المفعول إلى معموله نحو : زيد معمور الدار ، ذكره المصنّف في المفصّل.

قال : ولا بدّ في المعنويّة من تجريد المضاف عن التعريف.

أقول : ولا بدّ من أن يكون المضاف في الإضافة المعنويّة نكرة لأنّ الغرض منها إمّا تعريف المضاف وذلك إذا كان المضاف إليه معرفة أو تخصيصه وذلك إذا كان المضاف إليه نكرة ، فالمضاف إذا كان معرفة فأمّا يضاف إلى معرفة أو إلى نكرة فالأوّل يستلزم اجتماع التعريفين : التعريف الذاتي

____________________________

(١) سبأ : ٣٣.

۵۶۷۴۴۱