من الكرام بمنزلة الظرف لفعل مقدّر وهو حَصَلَ أيضاً والجملة خبر لبشر.

قال : ولا بدّ في الجملة من ضمير يرجع إلى المبتدأ إلّا إذا كان معلوماً نحو : البرّ الكرّ بستّين درهماً.

أقول : ولا بدّ في الجملة الواقعة خبراً للمبتدأ من ضمير يرجع إلى المبتدأ كما مرّ في الأمثلة المذكورة لأنّ الجملة مستقلّة بنفسها فلو لم يكن فيها ضمير يربطها إلى المبتدأ لكانت أجنبيّة عنه إلّا إذا كان هذا الضمير معلوماً من سياق الكلام فإنّه حينئذٍ يحذف من اللفظ ويقدّر في النيّة نحو : البرّ الكرّ بستّين درهماً ، فإنّ الكرّ بستّين درهماً جملة من المبتدأ والخبر وهي خبر للبرّ والضمير محذوف والتقدير البرّ الكرّ منه بستّين درهماً ، وإنّما حذف منه لدلالة سوق الكلام عليه فإنّ تقديم البرّ على الكرّ يدلّ على أنّ الكرّ يكون من البرّ فيستغنى عن ذكره والكرّ نوع من المكيال.

قال : وقد يقدّم الخبر على المبتدأ نحو : منطلقٌ زيدٌ.

أقول : حقّ المبتدأ أن يكون مقدّماً على الخبر لأنّه محكوم عليه ، وحقّ المحكوم عليه التقديم ، لكن قد يقدّم الخبر على المبتدأ نحو : منطلقٌ زيدٌ ، فإنّ زيداً مبتدأ. ومنطلق خبره مقدّم عليه ، وإنّما جاز ذلك للتوسّع في الكلام فإنّه ربّما يحتاج في الوزن والقافية والسجع إلى تقديم بعض أجزاء الكلام على بعض.

قال : ويجوز حذف أحدهما عند الدلالة قال الله تعالى : «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» (١).

____________________________

(١) يوسف : ٨٣.

۵۶۷۴۴۱