الستّة ، وهي : الأمر ، والنهي والنفي ، والاستفهام ، والتّمنّي ، والعرض ، مثاله : سِرْتُ حتّى أدخُلَ البَلَدَ ، وجِئْتُكَ لِتُكْرِمَني ، وَلَألْزَمَنَّك أو تُعْطيَني حَقّى ، وَلا تَأْكُلِ السمَك وتَشْرَبَ اللَّبَنَ ، أي : لا تَجْمَعْ بَيْنَهُما ، وزُرني فَاُكْرِمَك ، «وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي» (١) ، وَما تَأْتينا فَتُحَدِّثنا ، ومعناه نفي الجملتين ، يعني ما تأْتينا فكَيْفَ تحدّثنا على معنى أنّ انتفاء الجملة الاُولى سبب لانتفاءِ الجملة الثانية ، أي : امتنع الحديث لامتناع الإتيان ، وهَلْ أسْأَلُكَ فَتُجيبَني ، وَلَيْتَني عِنْدَكَ فَأفُوزَ ، وألا تَنْزِل بِنا فَتُصيبَ خيراً مِنّا ، أي ليكن منك نزول فإصابة الخير منّا.

النّوع السادس : حروف تجزم الفعل المضارع وهي خمسة أحرف :

لَمْ : لقلب المضارع ماضياً ونفيه فيه ، نحو : لَمْ يَضْرِبْ زَيْدٌ أمْسِ.

ولَمّا : مثلها في قلب المضارع إلى الماضي ، ونفيه فيه لكن يختصّ لمّا باستمرار نفي الفعل في الزمان الماضي إلى زمان الحال ، فَلَمْ لِنَفي فَعَلَ ، ولَمّا لنفي قَدْ فَعَلَ. تقول : نَدمَ زَيْدٌ ولَمْ يَنْفَعْهُ الندم ، أي عقيب النّدم. ولم لا يلزم استمرار عدم النفع من الماضي إلى وقت الإخبار ، وتقول : نَدِمَ زيدٌ ولَمّا يَنْفَعْهُ الندم ، ولزم لمّا استمرار عدم النفع من الماضي إلى وقت الإخبار ، لأنَّ زيادة معناها بزيادة ما.

وتختصّ أيضاً لمّا بجواز حذف فعله ، نحو : نَدِمَ زَيدٌ ، ولمّا ، أي لمّا ينفعه الندم لأنّ أصله لَمْ فزيدت عليه ما فنابت مناب الفعل ، وأيضاً فيه معنى التوقّع لحصول الفعل المنفيّ بخلاف لَمْ ، نحو : «لَمَّا يَدْخُلِ

____________________________

(١) طه : ٨١.

۳۳۵۳۰۱