العلم التفصيليّ (١).

هذا كلّه بالنسبة إلى العارف باللغة. وأمّا الجاهل بها : فيرجع إلى أهلها في صحّة الحمل والسلب وعدمهما كالتبادر.

العلامة الثالثة : الاطّراد

وذكروا من جملة علامات الحقيقة والمجاز الاطّراد وعدمه ؛ فالاطّراد علامة الحقيقة ، وعدمه علامة المجاز.

ومعنى الاطّراد : أنّ اللفظ لا تختصّ صحّة استعماله في المعنى المشكوك بمقام دون مقام ، ولا بصورة دون صورة ، كما لا تختصّ بمصداق دون مصداق (٢).

والصحيح أنّ الاطّراد ليس علامة الحقيقة ؛ لأنّ صحة استعمال اللفظ في معنى بما له من الخصوصيّات مرّة واحدة تستلزم صحّته دائما ، سواء كان حقيقة أم مجازا ، فالاطّراد لا يختصّ بالحقيقة حتى يكون علامة لها.

__________________

(١) هذا ، والصحيح أنّ صحّة الحمل ليست علامة الحقيقة ؛ لأنّ صحّة حمل شىء على شيء عند العرف وأبناء المحاورة إنّما تكشف عن عدم مباينة الموضوع والمحمول ، وأمّا الاستعمال الحقيقي ، فلا يكشف إلاّ بمعونة التبادر. والتبادر أيضا إنّما يكشف عن المعنى الحقيقي بمعونة أصالة عدم النقل وأصالة اتّحاد العرفين. والتفصيل في محلّه.

(٢) ولا يخفى أنّ هذا التعريف للاطّراد جمع بين التعريف الذي ذكره المحقّق العراقيّ والتعريف الذي ذكره المحقّق الأصفهانيّ. فراجع نهاية الأفكار ١ : ٦٨ ؛ ونهاية الدراية ١ : ٥١.

۶۸۸۱