البوّ ولم يعلّ العين لئلّا يلزم في المضارع يقاي كيخاف بياء مضمومة وهو مرفوض وقيل لئلّا يلزم اجتماع الإعلالين.

[ ورَوِيَ يَرْوىٰ ريّا ] وأصله رويا ولم تقلب العين من روى ألفا وإن لم يلزم اجتماع إعلالين لئلّا يلزم في المضارع أن يقال يَرايُ كيخاف بياء مضمومة وهم رفضوا ذلك ولأنّ فَعِل مكسور العين فرع فَعَل مفتوح العين ولم يقلب في المفتوح فلم يقلب في المكسور فقوي يقوىٰ وروي يَرْوىٰ [ مثل رضي يَرْضىٰ رضياً ] في جميع أحكامه بلا مخالفة.

وعليك أن لا تعلّ العين أصلاً ولمّا لم يكن اسم الفاعل من رَويَ مثل اسم الفاعل من رَضِيَ يَرْضىٰ ومن شَوِيَ يشوى أشار اليه بقوله [ فهو ريّان ، وامرأة ريّا ، مثل عطشان وعطشى ] يعني لا يقال : راوٍ ولا راوية بل يبني الصفة المشبهة لأنّ المعنى لا يستقيم إلّا عليها لأنّ صيغة فاعل تدلّ على الحدوث ، والصفة المشبّهة على الثبوت والمعنى في هذا على الثبوت لا على الحدوث ، فتأمّل.

وأصل ريّان رَويان فأعلّ إعلال شَيّاً تقول : ريّانٌ ريّانانِ رَواء رَيّا رَيَّيانِ رَواءٌ ايضاً ، وتقول في التثنية المؤنّث حال النصب والخفض مضافة الى ياء المتكلّم رَيَّييَّ بخمس ياءات الأوّل منقلبة عن الواو الّتي هي عين الفعل ، والثاني لام الفعل ، الثالث المنقلبة عن الف التّأنيث ، الرابع علامة التثنية ، الخامس ياء المتكلّم.

[ واَرْوى كاَعطىٰ ] يعني انّ المزيد فيه من هذا النوع مثل الناقص بعينه وقد عرفته فوازن هذا عليه ولا تفرق ولا تعتلّ العين أصلاً فإنّى لو اشتغل بتفصيل ذلك ليطول الكتاب من غير طائل وتقول في فَعِل مكسور العين ممّا الحرفان فيه ياءان حَيِيَ كَرَضِيَ بلا إعلال العين لما تقدّم وجاز عدم الإدغام نظراً الى أنّ قياس ما يدغم في الماضي أنّ يدغم في المضارع.

۲۸۲۱۶۹