ورجلة ، وغلام وغلامة ونحو ذلك ، فلمّا قلبوها في الأصل قلبوها في الفرع فقالوا : غازية وراضية ، وفي التنزيل «فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ» (١).

[ والتاء طارئة ] على أصل الكلمة وليست منها فكأن الواو متطرّفة حقيقة فإن قلت : إنّهم يقلبون الواو المكسور ما قبلها ياء طرفا أو غير طرف فقلبت في غازية ، كذلك كما ذكره العلّامة في المفصّل ، قلت : قول المصنّف أقرب الى الصواب ، لأنّ قلب غير المتطرّفة بسبب حملها على الفعل كما في المصادر أو على المفرد كما فى المجموع ، فمجرّد كسر ما قبلها لا يقتضي القلب ، فإن قلت : التاء معتبرة بدليل قولهم : قلنسوة وقمحدوة فلو لم تعتبر التاء لوجوب قلب الواو ياء والضمّة كسرة كما مرّ في التمطي وحينئذ لا يكون الواو كالمتطرّفة ، قلت الأصل في : قلنسوة وقَمَحْدُوة وهو المفرد على التاء والحذف طارٍ بخلاف ما نحن فيه فإنّ الأصل بدون التاء نحو : غازٍ والتاء طارئة ولا يبعد عندي أن يقال في مثل ذلك قلبت الواو ياء لكونها رابعة معِ عدم إنضمام ما قبلها هذا كلّه ظاهر وإنّما الإشكال في إعلال نحو : غَوازٍ وَروامٍ ورَواضٍ وليس علينا إلّا أن نقول : إنّ الأصل غوازي بالتنوين أعلّ بإعلال قاضٍ ولا بحث لنا عن أنّه منصرفَ أو غيره وأنّ تنوينه أيّ تنوين.

واعلم : إنّ هذا الإعلال إنّما هو حال الرفع والجرّ وأمّا حال النصب فتقول : رَاَيْتُ غازياً ورامياً وغوازي وروامِي كالصّحيح.

[ وتقول في المفعول من الواويّ ] أي في اسم المفعول من الثلاثيّ المجرّد الواويّ [ مغزوّ ] اصله مَغْزُوٌ وادغمت الواو بالواو [ ومن اليائيّ مَرْمِيٌّ بقلب الواو ياء ويكسر ما قبلها ] أي ما قبل الياء يعني أنّ أصله مَرْمُويٌ قلبت الواو ياءً واُدغمت الياء في الياء وكسرت ما قبل الياء

____________________________

(١) الحاقة : ٢١.

۲۸۲۱۶۹