لا يعلّ جميع ما هو غير هذه الاربعة [ نحو : قَوَّلَ وقاوَلَ وتَقَوَّلَ وتَقاوَلَ وزَيَّنَ وتَزَيَّنَ وسايَرَ وتَسايَرَ واسْوَدَّ واسْوادَّ وابْيَضَّ وابْياضَّ وكذا ] يصحّ [ سائر تصاريفها ] أي جميع تصاريف هذه المذكورات من المضارع والامر واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر وغير ذلك ، فصرّف جميعها تصريف الصّحيح بعينه لعدم علّة الإعلال ، وكون العين في هذه الامثلة في غاية الخفّة لسكون ما قبلها.

فإن قلت : ما قبل العين في أفعل وإستفعل أيضاً ساكن ، وقد أعلّا حملاً للمجرّد فلم لم يعلّ هذه أيضاً حملاً عليه ، قلت : لأنّه لا مانع من الإعلال فيهما لأنّ ما قبل العين يقبل نقل الحركة اليه بخلاف هذه لانّه لا يقبله ، أمّا الألف فظاهر ، وأمّا الواو والياء فلانّه يؤدّي الى الإلتباس فتدبّر.

واعلم : أنّ المبنيّ للمفعول من قاوَلَ قووِلَ ، ومن تَقاوَلَ تُقُوِولَ بلا إدغام لئلّا يلتبس بالمبنيّ للمفعول من قُوِّلَ وتُقوِّل ، وكذا سُويرَ وتُسويرَ بلا قلب الواو ياء لئلّا يلتبس بنحو : زُيِّنَ وتُزُيِّنَ.

[ واسم الفاعل من الثلاثي المجرّد يعتلّ عينه بالهمزة ] سواء كان واويّاً او يائيّاً [ كصائن وبائع ] والأصل : صاون وبايع قلبت الواو والياء همزة لانّ الهمزة في هذا المقام اخفّ منهما هكذا قال بعضهم ، والحقّ انّهما قلبتا الفاً كما في الفعل ، ثمّ قلبت الألف المنقلبة همزة ولم يحذف لإلتقاء السّاكنين إذ الحذف يؤدّي الى الإلتباس ، واختصّ الهمزة لقربها من الالف وإنّما كان الحقّ هذا لأنّ الإعلال فيه إنّما هو لحمله على الفعل فالمناسب أن يعلّ مثله ، ويشهد بذلك صحّة : عاوِر وصايِد بدون القلب.

ورجّحَ الاوّل لقلّة الإعلال ، ووقع في المفصّل في بحث الإبدال : إنّ

۲۸۲۱۶۹