ثم نقل الى معنى المفعول وهو ما يراد من اللفظ أي التصريف تحويل المصدر الى أمثلة مختلفة لأجل حصول معان [ مقصودة لا تحصل ] تلك المعاني [ إلّا بها ] أي بهذه الأمثلة وفي هذا الكلام تنبيه على أنّ هذا العلم محتاج إليه ، مثلاً : الضرب هو الأصل الواحد فتحويله إلى ضَرَبَ ويضربُ وغيرهما لتحصيل المعاني المقصودة من الضّرب الحادث في الزمان الماضي أو الحال أو غيرهما هو التصريف في الاصطلاح والمناسبة بينهما ظاهرة.

والمراد بالتصريف هاهنا غير علم التصريف الذي هو معرفة أحوال الابنية ، واختار التحويل على التغيير لما في التّحويل من معنى النقل ، قال في المغرب : التّحويل نقل الشيء من موضع إلى موضع آخر ، وقال في الصحاح : التحويل نقل الشيء من موضع الى موضع آخر ، تقول : حوّلته فتحوّل وحوّل ايضاً يتعدّىٰ بنفسه ولا يتعدّىٰ والاسم منه الحِوَل ، قال الله تعالى : «لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا» (١) فهو اخصّ من التغيير ، ولا يخفىٰ أنّك تنقل حروف الضّرب إلى ضَرَبَ ويَضْرِبُ وغيرهما ، فيكون التحويل أولى من التغيير ولا يجوز إن يفسّر التصريف لُغة بالتحويل لانّه اخصّ من التصريف ، ثم التعريف يشتمل على العلل الأربع ، قيل : التحويل هي الصورة ويدلّ بالالتزام على الفاعل وهو المحوّل والاصل الواحد هي المادّة وحصول المعاني المقصودة هي الغاية ، فإن قلت : المحوّل هو الواضع أم غيره ، قلت : الظاهر انّه كلّ من يصلح لذلك فهو المحوّل ، كما يقال : في العرف صرفت الكلمة لكنّه في الحقيقة هو الواضع لانه هو الّذي حوّل الاصل الواحد الى الامثلة ، وإنّما قلنا : إنّه حوّل الاصل الواحد إلى الامثلة أي اشتّق

____________________________

(١) الكهف : ١٠٨.

۲۸۲۱۶۹