جبل مشدود اليدين والرجلين او احراق بالنار. قال : يا امير المؤمنين ايهنّ أشدّ عليّ؟ قال : الاحراق بالنار ، قال : فاني قد اخترتها يا امير المؤمنين ، فقال : خذ لذلك اهبتك فقال : نعم. قال : فصلّى ركعتين ثم جلس في تشهده فقال : اللهمّ اني قد أتيت من الذنب ما قد علمته واني تخوفت من ذلك فأتيت الى وصي رسولك وابن عم نبيك فسألته ان يطهّرني فخيرني ثلاثة أصناف من العذاب ، اللهمّ فاني اخترت اشدهن ، اللهم فاني اسألك ان تجعل ذلك كفارة لذنوبي وان لا تحرقني بنارك في آخرتي ، ثم قام وهو باك حتى دخل الحفيرة التي حفرها له امير المؤمنين عليه‌السلام وهو يرى النار تتأجج حوله. قال : فبكى امير المؤمنين عليه‌السلام وبكى اصحابه جميعا فقال له امير المؤمنين عليه‌السلام : قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الأرض ، فان الله قد تاب عليك (١) فقم ولا تعاودن شيئا مما فعلت» (٢).

واما الدال على المقدمة الثانية فهو ما رواه سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة : «ان امرأة أتت امير المؤمنين عليه‌السلام فقالت : يا امير المؤمنين اني زنيت فطهرني طهرك الله فان عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة الذي لا ينقطع فقال : ممّ اطهرك؟ قالت : من الزنا ، فقال لها : فذات بعل انت أم غير ذات بعل فقالت : ذات بعل فقال لها : فحاضرا كان بعلك أم غائبا؟ قالت : حاضرا ، فقال : انتظري حتى تضعي ما في بطنك ثم ائتيني فلما ولت عنه من حيث لا تسمع كلامه قال : اللهم هذه شهادة فلم تلبث ان أتته فقالت : اني وضعت فطهرني ... قال : اذهبي حتى ترضعيه‌

__________________

(١) ومن هنا يقول الاصحاب بان من اقرّ بحدّ ثم تاب كان الامام مخيرا في اقامته.

(٢) وسائل الشيعة ١٨ : ٤٢٣ الباب ٥ من ابواب حد اللواط الحديث ١.

۳۵۹۱