قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً (١) ، ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى ... (٢) ، ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ (٣) ، ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٤) ، ﴿وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ... (٥).

ويدل على ذلك بالعموم قوله تعالى : ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٦) ، ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها (٧) ، ﴿وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ (٨) ، ﴿وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ (٩).

ثم ان الآيات الكريمة المذكورة كما دلت على شرعية القصاص دلت أيضا على حرمة قتل المؤمن ظلما بل ان ذلك من ضروريات الإسلام ، والنصوص الدالة على ذلك كثيرة (١٠).

وكما يحرم قتل الانسان الآخر يحرم أيضا قتل الانسان نفسه ، وذلك مما لا ينبغي التأمل فيه. وقد يستفاد ذلك من قوله تعالى : ﴿وَلا

__________________

(١) المائدة : ٣٢.

(٢) البقرة : ١٧٨.

(٣) الانعام : ١٥١.

(٤) الاسراء : ٣٣.

(٥) المائدة : ٤٥.

(٦) الشورى : ٤١.

(٧) الشورى : ٤٠.

(٨) النحل : ١٢٦.

(٩) البقرة : ١٩٤.

(١٠) راجع وسائل الشيعة ١٩ : ٢ الباب الاول وما بعده من ابواب القصاص في النفس.

۳۵۹۱