قبلة من موضعها إلى السماء» (١).

وسند الشيخ إلى الطاطري وإن كان ضعيفا في المشيخة (٢) بابن كيسبة ـ واما ابن عبدون فهو من مشايخ النجاشي المحكوم بوثاقتهم ، وابن الزبير من مشايخ الإجازة ـ لكنّه صحيح في الفهرست (٣).

ولكن يبقى على القول الصحيح وانها المكان الذي فيه البنية بطلان صلاة بعض الصف الطويل فان كل جدار للكعبة المشرّفة إذا كان يساوي ٢٤ ذراعا فلازمه بطلان صلاة الصف بالمقدار الزائد على ما ذكر وتنحصر صحّة الصلاة بمن يخرج من موقفه خط مستقيم إلى الكعبة.

ويرده : ان المدار على المواجهة العرفية دون الدقية ، وهي تتسع بزيادة البعد ، فقبر الامام الحسين عليه‌السلام قد لا تصدق مواجهته من قرب إلاّ في حقّ خمسة أشخاص بينما من بعد يمكن ان يواجهه أهل بلد كامل. وهذا معنى العبارة التي تقول : «جهة المحاذاة مع البعد متسعة» أو «ان الجرم الصغير كلّما ازداد بعدا ازداد محاذاة».

٤ ـ واما صحة الصلاة لمن لم يزد انحرافه عمّا بين المشرق والمغرب‌ ـ أي كان انحرافه عن القبلة أقل من ٩٠ درجة ـ فلجملة من النصوص كصحيحة معاوية بن عمّار انه سأل الصادق عليه‌السلام : «عن الرجل يقوم في الصلاة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا فقال له : قد مضت صلاته ، وما بين المشرق‌

__________________

(١) وسائل الشيعة الباب ١٨ من أبواب القبلة الحديث ١.

(٢) مشيخة تهذيب الاحكام : ٧٦.

(٣) الفهرست : ٩٢.

۵۷۶۱