الطائفة الدالّة على حصر الخالقية بالله تعالى ، والطائفة الدالّة على صحّة قانون العلّية والمعلولية واستناد الآثار إلى مبادئها القريبة ، والشاهد على صحّة هذا الجمع ، لفيف من الآيات وهي الّتي تسند الآثار إلى أسباب كونية خاصة وفي عين الوقت تسندها إلى الله سبحانه ، وكذلك تسند بعض الأفعال إلى الإنسان أو غيره من ذوى العلم والشعور ، وفي الوقت نفسه تسند نفس تلك الأفعال إلى مشيَّته سبحانه ، وإليك فيما يلي نماذج من هذه الطائفة :
١. انّ القرآن الكريم أسند حركة السحاب إلى الرياح وقال : ﴿اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً﴾ (١).
كما أسندها إلى الله تعالى وقال : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً﴾ (٢).
٢. القرآن يسند الإنبات تارة إلى الحبّة ويقول :
﴿أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ﴾ (٣) وأخرى إلى الله تعالى ويقول : ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ﴾ (٤).
٣. انّه تعالى نسب توفّى الموتى إلى الملائكة تارة وإلى نفسه أُخرى فقال : ﴿حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا﴾ (٥) وقال : ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ (٦).
__________________
(١) الروم : ٤٨.
(٢) النور : ٤٣.
(٣) البقرة : ٢٦١.
(٤) النمل : ٦٠.
(٥) الأنعام : ٦١.
(٦) الزمر : ٤٢.