بالقدر ، وأنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلّا بالإيمان به (١) ، فإنّ التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة ، وقد عرفت في أبحاث التوحيد أن من مراتب التوحيد ، التوحيد في الخالقية ، وقد عرفت آنفاً أنّ حدود الأشياء وخصوصياتها ، وضرورة وجودها منتهية إلى إرادته سبحانه ، فالإيمان بهما ، من شئون التوحيد في الخالقية.

ولأجل ذلك ترى أنّه سبحانه أسند القضاء والقدر إلى نفسه ، وقال :

﴿قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. (٢)

وقال تعالى : ﴿وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. (٣)

وقال سبحانه : ﴿فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ (٤).

__________________

(١) روى الصدوق في «الخصال» بسنده عن علي عليه‌السلام قال ، قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : حتى يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّي رسول الله بعثني بالحقّ ، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يؤمن بالقدر» ـ (البحار : ج ٥ ، باب القضاء والقدر ، الحديث ـ ٢).

وروى أيضاً بسنده عن أبي أمامة الصحابي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ، ومنان ، ومكذّب بالقدر ، ومدمن خمر» (البحار : ج ٥ ، باب القضاء والقدر ، الحديث ٣).

وروى الترمذي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره» ـ (جامع الأُصول ، ابن الأثير الجزري (م ٦٠٦ ه‍ ، ج ١٠ ، ص ٥١١ ، كتاب القدر ، الحديث ٧٥٥٢ ـ).

(٢) الطلاق : ٣.

(٣) البقرة : ١١٧.

(٤) فصلت : ١٢.

۵۲۸۱