الآيات والأحاديث على أنّ العصيان والطغيان يجعل القلوب عمياء والأسماع صمّاء.

قال سبحانه : ﴿فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ. (١)

وقال سبحانه حاكياً عن المجرمين :

﴿وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ. (٢)

فقولهم : ﴿لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مع اعترافهم بكونهم مذنبين يدلّ على أنّهم كانوا قادرين على ذلك ، لأنّه لو لم يكونوا قادرين كان المناسب في مقام الاعتذار أن يقولوا : «ما كنّا قادرين على أن نسمع أو نعقل فلا نعترف بالذنوب». ولقد أجاد الزمخشري في تفسير الآية بقوله :

أراد أنّهم لفرط تصامّهم عن استماع الحقّ وكراهتهم له ، كأنّهم لا يستطيعون السمع ، و ... الناس يقولون في كلّ لسان : هذا كلام لا استطيع أن أسمعه. (٣)

الآية الثانية : قوله تعالى :

﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ. (٤)

وجه الاستدلال : إنّه تعالى يدعوا الضالّين والطاغين إلى السجود يوم

__________________

(١) الصف : ٥.

(٢) الملك : ١٠ ـ ١١.

(٣) الكشاف : ٢ / ٣٨٦.

(٤) القلم : ٤٢.

۵۲۸۱