اليد» ليس ظاهراً في اليد العضوية الّتي أسميناها بالمعنى الحرفي ، بل ظاهر في البذل والعطاء أو في البخل والإقتار وربما يكون مقطوع اليد ، وحمل الجملة على غير ذلك المعنى ، حمل على غير ظاهرها.
وعلى ذلك يجب ملاحظة كلام المؤوِّلة ، فان كانت تأويلهم على غرار ما بيّنّاه فهؤلاء ليسوا بمؤوِّلة بل هم مقتفون لظاهر الكتاب والسنة ، ولا يكون تفسير الكتاب العزيز ـ على ضوء القرائن الموجودة فيه ـ تأويلاً وإنما هو اتّباع للنصوص والظواهر ، وان كان تأويلهم باختراع معان للآيات من دون أن تكون في الآيات قرائن متصلة أو منفصلة دالّة عليها فليس التأويل ـ بهذا المعنى ـ بأقلّ خطراً من الإثبات المنتهي إمّا إلى التجسيم أو إلى التعقيد والإبهام.
وعلى ضوء ما قرّرنا من الضابطة والميزان ، تقدر على تفسير ما ورد في التنزيل من الوجه (١) والعين (٢) والجنب (٣) والإتيان (٤) والفوقية (٥) والعرش (٦) والاستواء (٧) وما يشابهها ، من دون أن تمسّ كرامة التنزيه ، ومن دون أن تخرج عن ظواهر الآيات بالتأويلات الباردة غير الصحيحة.
__________________
(١) ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (القصص : ٨٨).
(٢) ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا﴾ (هود : ٣٧).
(٣) ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ﴾ (الزمر : ٥٦).
(٤) ﴿وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ (الفجر : ٢٢) ﴿فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ﴾ (الزمر : ٥٦).
(٥) ﴿يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ (الفتح : ١٠).
(٦) ﴿إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾ (الاسراء : ٤٢).
(٧) ﴿الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى﴾ (طه : ٥).