وينتصب بنصبهم ، وذهبت عدة اخرى إلى انها قضية اصولية وهي ركن الدين ، ولا يجوز للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اغفاله واهماله ولا تفويضه إلى العامة ، واستدلوا على ذلك بما ورد في الكتاب حول الإمامة ، وما سمعوه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم الدار ويوم الغدير وغيرهما من المقامات.

واما تسميتهم بالشيعة فانما هو لاجل ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمى محبي علي بن ابي طالب ومقتفيه شيعة. روى السيوطي في تفسير قوله سبحانه : ﴿ ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية (١) اخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال : كنا عند النبي ، فاقبل علي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ». ونزل ﴿ ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية . فكان اصحاب النبي إذا اقبل علي قالوا : « جاء خير البرية » واخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابي سعيد مرفوعاً : « علي خير البرية ».

وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت ﴿ انّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ : « أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين ».

واخرج ابن مردويه عن علي ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألم تسمع قول الله ﴿ ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية انت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت الامم للحساب تدعون غراً محجّلين » (٢).

والحاصل ؛ ان الشيعة على وجه الاجمال هم الذين بقوا على ما جاء به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق الوصي ولم يغيروا طريقه ، فالشيعة ليست

__________________

١ ـ البيّنة : ٧.

٢ ـ الدر المنثور تأليف الحافظ جلال الدين السيوطي : ٦ / ٣٧٩ ـ والمراد المحجلين هو المشرقون والمضيئون.

۵۳۱۱