بأكثر من مائة سنة تذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة ، فوافق الخبر الخبر وحصل كلّ ما تضمنه الخبر بلا اختلاف» (١). فأخبار الغيبة متواترة ومسطورة في الكتب قبل ولادته ـ عليه‌السلام ـ قال المحقّق اللاهيجي ـ قدس‌سره ـ : إنّ وجوب غيبة الإمام الثاني عشر متواتر عن النبيّ ، وكلّ واحد من الأئمة عليهم الصلوات والسّلام (٢).

قال المحقّق القميّ ـ قدس‌سره ـ : «إنّ كثيرا من جوامع الشيعة الفت قبل ولادة جنابه ـ عليه‌السلام ـ فهذه الأخبار مضافا إلى كونها متواترة ومفيدة لليقين ، تكون مقرونة بالإعجاز ؛ لاشتمالها على الأخبار بتولّده ووقوع ما أخبروا به» (٣).

ثم إنّ الغيبة الصغرى وقعت من سنة ٢٦٠ الهجرية إلى سنة ٣٢٩ ، وهي تقرب من سبعين سنة ، والغيبة الكبرى وقعت من سنة ٣٢٩ ودامت إلى يومنا هذا سنة ١٤٠٩ الهجرية ، وتدوم إلى يوم الظهور عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، وجعلنا من أعوانه وأنصاره بلطفه وكرمه ، ولعلّ الغيبة الصغرى وقعت على ما لها من نوع ارتباط خاصّ بين نوّابه الخاصّة وبين المؤمنين به تمهيدا لوقوع الغيبة الكبرى التي لا صلة بينه وبين المؤمنين ولو بعنوان النيابة الخاصّة ، وإنّما كانت وظيفة المؤمنين فيها هو الرجوع إلى النّواب العامّة.

قال الشهيد السيد محمّد باقر الصدر ـ قدس‌سره ـ : «وقد لوحظ أنّ هذه الغيبة إذا جاءت مفاجأة حقّقت صدمة كبيرة للقواعد الشعبية للإمامة في الامة الإسلامية ؛ لأنّ هذه القواعد كانت معتادة على الاتصال بالإمام في كل عصر والتفاعل معه ، والرجوع إليه في حلّ المشاكل المتنوعة ، فإذا غاب الإمام عن

__________________

(١) اعلام الورى : ص ٤١٦.

(٢) سرمايه ايمان : ص ١٤٦.

(٣) اصول دين : ص ٦٣.

۲۸۱۱