عليهنّ وتكلّمهنّ بالباطل ولعبهنّ بالملاهي من العيدان والقصب وغيرهما ، دون ما سوى ذلك من أنواعه ، كما يشعر به قوله عليه‌السلام : «ليست بالتي يدخل عليها الرجال» (١) إلى أن قال ـ : وعلى هذا فلا بأس بالتغنّي (٢) بالأشعار المتضمّنة لذكر الجنة والنار والتشويق إلى دار القرار ، ووصف نعم الله الملك الجبار ، وذكر العبادات ، والترغيب (٣) في الخيرات ، والزهد في الفانيات ، ونحو ذلك ، كما أُشير إليه في حديث الفقيه بقوله : «فذكّرتك (٤) الجنّة» (٥) وذلك لأنّ هذا كلّه ذكر الله ، وربّما ﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ (٦).

وبالجملة ، فلا يخفى على أهل الحجى بعد سماع هذه الأخبار تمييز حق الغناء عن باطله ، وأنّ أكثر ما يتغنى به الصوفية (٧) في محافلهم من قبيل الباطل (٨) ، انتهى.

نقد ما أفاده المحدّث الكاشاني

أقول : لولا استشهاده بقوله : «ليست بالتي يدخل عليها الرجال»

__________________

(١) هذا قسم من رواية أبي بصير ، الآتية في الصفحة : ٣٠٥.

(٢) في «ص» والمصدر : بسماع التغني.

(٣) كذا في «ص» والمصدر ، وفي سائر النسخ : والرغبات.

(٤) كذا في «ص» ، وفي النسخ : ذكرتك.

(٥) راجع الصفحة : ٢٨٧.

(٦) اقتباس من سورة الزمر ، الآية ٢٣.

(٧) في «ص» والمصدر : المتصوفة.

(٨) الوافي ١٧ : ٢١٨ ٢٢٣.

۴۰۹۱