بالإطراب والتطريب إيجاد هذه الحالة ، وإلاّ لزم الاشتراك اللفظي ، مع أنّهم لم يذكروا للطرب معنى آخر ليشتق منه لفظ «التطريب» و «الإطراب».

مضافاً إلى أنّ ما ذكر في معنى التطريب من الصحاح والمصباح إنّما هو للفعل القائم بذي الصوت ، لا الإطراب القائم بالصوت ، وهو المأخوذ في تعريف الغناء عند المشهور ، دون فعل الشخص ، فيمكن أن يكون معنى «تطريب الشخص في صوته» : إيجاد سبب الطرب بمعنى الخفّة بمدّ الصوت وتحسينه وترجيعه ، كما أنّ تفريح الشخص : إيجاد سبب الفرح بفعل ما يوجبه ، فلا ينافي ذلك ما ذكر في معنى الطرب.

وكذا ما في القاموس من قوله : «ما طُرِّب به» يعني ما أُوجد به الطرب.

مع أنّه لا مجال لتوهم كون التطريب بمادته بمعنى التحسين والترجيع ؛ إذ لم يتوهم أحد كون الطرب بمعنى الحسن والرجوع ، أو كون التطريب هو نفس المدّ ، فليست هذه الأُمور إلاّ أسباباً للطرب يراد إيجاده من فعل (١) هذه الأسباب.

هذا كلّه ، مضافاً إلى عدم إمكان إرادة [ما ذكر من (٢)] المدّ والتحسين والترجيع من «المطرب (٣)» في قول الأكثر : «إنّ الغناء مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب» كما لا يخفى. مع أنّ مجرّد المدّ‌

__________________

(١) في النسخ : يراد من إيجاده فعل.

(٢) مشطوب عليه في «ف».

(٣) كذا في «ف» ، «ن» ، وفي سائر النسخ : الطرب.

۴۰۹۱