الفصل السابع
إذا نسخ الوجوب فهل يبقى الجواز أو لا؟ ولنقدم مثالا من الكتاب العزيز.
فرض الله سبحانه على المؤمنين ـ إذا أرادوا النجوى مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمـ تقديم صدقة،قال سبحانه : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (المجادلة / ١٢).
فلمّا نزلت الآية كفّ كثير من الناس عن النجوى ، بل كفّوا عن المسألة ، فلم يناجه أحد إلاّ علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢) ، ثم نسخت الآية بما بعدها ، وقال سبحانه : ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ (المجادلة / ١٣).
فوقع الكلام في بقاء جواز تقديم الصدقة إذا ناجى أحد مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهناك قولان :
__________________
(١) سيوافيك تفسير النسخ في المقصد الرابع وإجماله رفع الحكم الثابت بدليل شرعي.
(٢) الطبرسي : مجمع البيان : ٥ / ٢٤٥ في تفسير سورة المجادلة.