فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» (١).

الاستدلال على هذا القول بثلاثة روايات أيضاً

وعن عليّ عليه‌السلام : «الميسور لا يسقط بالمعسور» (٢) ، و «ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه» (٣).

وضعف أسنادها مجبور باشتهار التمسّك بها بين الأصحاب في أبواب العبادات ، كما لا يخفى على المتتبّع (٤).

نعم ، قد يناقش في دلالتها :

الإشكال في دلالة الرواية الاُولى ودفعه

أمّا الأولى ، فلاحتمال كون «من» بمعنى الباء أو بيانيّا ، و «ما» مصدريّة زمانيّة (٥).

وفيه : أنّ كون «من» بمعنى الباء مطلقا وبيانيّة في خصوص المقام مخالف للظاهر بعيد ، كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام.

والعجب معارضة هذا الظاهر (٦) بلزوم تقييد الشيء ـ بناء على المعنى المشهور ـ بما كان له أجزاء حتّى يصحّ الأمر بإتيان ما استطيع منه ، ثمّ تقييده بصورة تعذّر إتيان جميعه ، ثمّ ارتكاب التخصيص فيه بإخراج ما لا يجري فيه هذه القاعدة اتفاقا ، كما في كثير من المواضع ؛

__________________

(١) عوالي اللآلي ٤ : ٤٨ ، الحديث ٢٠٦.

(٢) نفس المصدر ، الحديث ٢٠٥.

(٣) نفس المصدر ، الحديث ٢٠٧.

(٤) انظر التنقيح الرائع ١ : ١١٧ ، والرياض ١ : ٢٢٢ ، و ٦ : ٢٠١ ، والفوائد الحائريّة : ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ، ومفاتيح الاصول : ٥٢٢.

(٥) هذه المناقشة من الفاضل النراقي في عوائد الأيّام : ٢٦٣.

(٦) هذه المعارضة مذكورة في العوائد أيضا : ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

۵۰۴۱